تخطيطُ نظامِ إمدادِ مياهُ الشربِ

الغرضُ منْ لائحةِ مياهِ الشربِ هو حمايةُ صحّةِ الإنسانِ منَِ الآثار الضارّةِ لمياهِ الشربِ المُلوثةِ. ويتحقق ذلكَ منْ خلالِ العملِ على ضمانِ نقاءِ المياهِ وجعْلِها صالحةً للشربِ والاستهلاكِ البشريّ عندَ استخدامِها. تُعدُّ مياهُ الشربِ عنصرًا غذائيًّا قابلًا للتلفِ إذا لم يتمَ تدوينُ تاريخَ صلاحيّةٍ عليْها. بالإضافةِ إلى المُتطلباتِ العاليّةِ التي يتمُّ تطبيقُها على جميعِ تركيباتِ مياهِ الشربِ، فإنّ قطاعي الطبّ والرعايةِ الصحيّةِ يفرضانِ معاييرَ صارمةً فيما يتعلّقُ بالنظافةِ والتشغيلِ لجميعِ حنفيّاتِ الخلّاطاتِ والتركيباتِ.

يفرضُ قطاعَ الرعايةِ الصحيّةِ مُتطلباتٍ عاليةٍ على جودةِ مياهِ الشربِ

وتتجلى الأهميّةُ الخاصّةُ لضمانِ أعلى جودةٍ مُمكنةٍ لمياهِ الشربِ في قطاعِ الرعايةِ الصحيّةِ في المكانةِ البارزةِ للقانونِ الألمانيّ بشأنِ الوقايةِ منَ الأمراضِ المُعْديّةِ، التي تتحدّدُ على أساسِها بشكلٍ أساسيٍّ المُتطلباتِ التفصيليّةِ للتعاملِ مع مياهِ الشربِ واستخدامِها. وقد عُهد بتنفيذِ معاييرَ النظافةِ إلى معهدِ روبرت كوخ Robert Koch-Institut، الذي تُؤخذُ توصياتِه الرسميّةِ (ما يُسمَّى "Krankenhausrichtlinien" أو "المبادئُ التوجيهيّةِ للمستشفيات") بعينِ الاعتبارِ في اللوائحِ الفنيّةِ.

وتتضمّنُ اللائحةُ الجديدةُ عددًا منَ التغييراتِ المُهمّةِ لأنظمةِ إمداداتِ مياهِ الشربِ:

  • التوسُّعُ في نطاقِ التطبيقِ، بحيثُ تصلُ التغطيةُ حاليًا إلى أقصى حدٍّ
  • يُعدُّ الامتثالُ للوائحِ، وبالتبعيّةِ واجبُ الحفاظِ على جودةِ مياهِ الشربِ في أنظمةِ إمداداتِ المياهِ داخلَ المبنى، مسؤوليةَ مالكَ نظامِ إمدادِ المياهِ أو مُشغلَه
  • في الوقتِ الحاليّ، يجبُ إبلاغُ وزارةَ الصحةِ العامّةِ الألمانيّةِ بالأنظمةِ الجديدةِ والقائمةِ لاستخدامِ مياهِ الأمطارِ والمياهِ الصناعيّةِ
  • مُتطلباتٌ أكثرَ صرامةً لجودةِ مياهِ الشربِ
  • الإلزامُ باستخدامِ موادٍ مُحدّدةٍ لأنواعٍ مُعيّنةٍ منَ المياهِ (راجِع أيضًا DIN 50930 الجزءَ رقم 6)
  • إلزامُ المُشغّلِ بإبلاغِ وزارةَ الصحةِ العامّةِ الألمانيّةِ في حالِ تجاوزِ الحدودِ القُصوى للتلوّثِ الكيميائيّ والميكروبيولوجيّ، على سبيلِ المثالِ في حالةِ نُموّ جراثيمِ الفيلقية أو بكتيريا الزوائفِ.
  • زيادةُ مراقبةِ أنظمةِ إمداداتِ مياهِ الشربِ، لا سيّما تلك المسؤولةُ عنْ إمداداتِ المياهِ لاستخدامِ عامّةِ الناسِ
  • يجبُ إخطارُ مُستخدميّ أنظمةِ مياهِ الشربِ بأنشطةِ معالجةِ المياهِ مثلَ إضافةِ الموادِ المُطهّرةِ
  • يتحمّلُ المُشغّلُ حاليًا مسؤوليةَ الحفاظِ على جودةِ مياهِ الشربِ في التركيباتِ المُركّبةِ داخلَ المبنى.

يفترضُ القسمُ رقمُ 4 منَ اللّائحةِ الألمانيّة لمياهِ الشربِ أنْ تكونَ أيّ مياهُ شربٍ يتمُّ توزيعُها مُتوافقةً معَ المعاييرِ والمؤشّراتِ الميكروبيولوجيّة والكيميائيّةِ المُحدّدةِ في اللّائحةِ. ويفترضُ أيضًا أنْ يكونَ شراءُ المياهِ ومعالجَتِها وتوزيعِها مُتوافقًا مع مجموعةٍ منَ المعاييرِ الفنيّةِ المعمولِ بها بشكلٍ عامٍّ. يُعدُّ التركيبُ داخلَ المنزلِ أو المؤسّسةِ بمنزلة المرحلةِ النهائيّةِ لتوزيعِ المياهِ.

وتُعدُّ المعاييرُ وأوراقُ المعلوماتِ المُدرجةِ هنا معاييرَ فنيّةً راسخةً لتخطيطِ وإعدادِ وتشغيلِ أنظمةِ إمداداتِ مياهِ الشربِ. لتحديثِ معاييرِها الفنيّةِ وتنفيذِ المعاييرِ الأوروبيّةِ ذاتِ الصلّةِ، قرّرتْ لجنةُ معاييرِ المياهِ المسؤولةِ عنْ تطبيقِ معاييرِ المعهدِ الألمانيّ للتوحيدِ القياسيّ (DIN) مُراجعةِ وتوحيدِ جميعَ المعاييرِ المُتعلقةِ بأنظمةِ إمداداتِ مياهِ الشربِ. علاوةً على ذلك، منْ المُرجّحِ أنْ يتبعَ ذلك مجموعةً منَ التغييراتِ المهمّةِ الأُخرى. قدْ تكونُ المخاطرُ الصحيّة في أنظمةِ إمداداتِ مياهِ الشربِ ناتجةً عنْ مجموعةٍ مُتنوّعةٍ منَ الأسبابِ. وتشملُ التغييراتِ الفيزيائيّةِ مثلاً زيادةَ درجاتِ الحرارةِ في نطاقِ المياهِ الباردةِ.

وتتمثّلُ التغيُّراتِ الكيميائيّةِ في زيادةِ تركيزاتِ أيوناتِ المعادنِ، ويُعدُّ ركودَ المياهِ علامةً على حدوثِ تغيُّراتٍ ميكروبيولوجيّةٍ. ومن بعضُ الأمورِ المُهمّةِ في هذا السياقِ التخطيطُ المهنيّ المُناسبِ بطريقةٍ تُناسبُ تطبيقًا خاصًّا مُعيّنًا، واختيارُ المُنتجاتِ والموادِ الصحيحةِ، والحِرَفيّةِ التامّةِ في تنفيذِ التركيباتِ واستخدامِ نظامِ إمدادِ المياهِ للغرضِ المقصودِ منه. وتتألّفُ الأدوارُ الأساسيةُ في هذا الصددِ منْ تقديمِ الخدمةِ والصيانةِ منْ ناحيةٍ والتشغيلِ والاستخدامِ منْ ناحيةٍ أُخرى. ولا يُمكنُ ضمانُ هذا البند الأخيرِ إلّا منْ قبَلِ المُشغّلِ.

المعاييرُ والمبادئُ التوجيهيّةِ